درس لامرأة من جليد
أدخلتني لجّ الهوى ...طارت بي إلى عنان السّماء .....جعلتني أدرك أن موقعي بين الأنجم ثمّ...،
ثم قالت: ...وعندما يملّ الجمع من ألامك من آهاتك سأجلس هناك ....هناك بالقرب منك أتفرج على
نزيف دم أوجاعك قطرة قطرة .أدوس على جثمان عشقك ببرودة امرأة.
حبيبتي :أيّتها المتجمدة يا امرأة أخطأها الحبّ و لفظتها أزمنة اللهيب المقدس، و جفت في
أحداقها فضول الحنان ، يا امرأة كفت أن تكون أبدا..... امرأة، أم تراك شخت قبل الأوان ، يا امرأة ميتة
تمشي وسط الأحياء، أما علموك يا أنت العطف و الاهتمام؟ أما لقّنوك أن الرجل يقتله الفطام أن
الحبّ يموت بلا جنون ،بغير حلو الكلام ؟، أم أنّك لم تجدي ورقا تعالي ،ثوري و اكتبي على صدري
...فلقد كتبتك على خافقي .
و ارحميني من صمتك الصّقيعي ، من رتابة الإيقاع في حبّك ، من فراغ عواطفك من تعثر الأوزان
في لحن عشقك، كل ما فيك تحت الصفر :كلماتك تحت الصفر ، أحاسيسك تحت الصفر ، يا امرأة كلّ ما
فيها قدّ من جليد ، من رصيف الموت جئت أم تراك جئت من قبر العدم؟ ،لا شمس فيك لا مطر لا عطر
فيك أشمّه غير الّذي فوق المقابر و الأزقّة و الشّوارع والعفن .
حبيبتي: أقفز في بعض الأحايين آملا أن أطير.... فأسقط كالصّخر، و عشقي لك و ولعي بك هو
الّذي يجعلني أطير،حتّى أختصر المسافات بين الغفوة و الصّحو.فلقد أصبحت أعيش بين صحو جافئك
وغفوة كاذبة أهرب إليها فيهرب خيالك تحت وسادتي يلاحقني تحت لحافي، ويتسّلل إليّ بين اللحم و
العضم.
حبيبتي: الحبّ انفعال يشبه في ثورته ثورة البركان ، كلّما الرّوح ارتوت و كلّما النّفس كلّت ، احتجّ
الخافق الضّمآن، سأل:أين الحنان ؟.... أين الشّوق؟هكذا الحبّ هو اشتعال في اشتعال ، اسقيني
شهد لهيبه و إلا.......فلا كنت يا غرّة........ و لا الحبّ كان .